الشرقيه \\ سهام \ الشرقاوي
أخي المسلم وأختي المسلمة: إن (بسم الله الرحمن الرحيم) أمرها عظيم، وفضلها كبير، وأجرها كثير، ولا شك أن لها منزلة عظيمة، فيها كل خير وبركة، وقد افتتح بها الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كتاب الله تبارك وتعالى.
وقد اتفق العلماء أنها بعض آية من سورة النمل، قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ﴾ [النَّمل: 30]، واختلفوا هل هي آية مستقلة في أول كل سورة أو من كل سورة كتبت في أولها، أو أنها بعض آية من كل سورة، أو أنها آية في فاتحة الكتاب دون غيرها، أو أنها كتبت للفصل بين السور لا أنها آية، إلى آخر ما جاء في أقوال العلماء سلفاً وخلفاً رحمهم الله تعالى.
أما ما جاء في فضلها وبركتها وما يستفاد منها ففي السنة النبوية المطهرة فهو ما يلي:
=: تستحب عند دخول الخلاء حسب ما ورد في الحديث: “بسم اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث” أي (الشياطين والشيطانات)، وهذا هو الستر والحجاب بين المسلمين وبين عدوهم الشيطان الرجيم.
=ا: تستحب البسملة في أول الوضوء كما جاء في الحديث من رواية أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: “لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه”.
=: تستحب عند قراءة القرآن، والحديث، ومجالس الذكر.
رابعاً: تجب عند الذبح.
=: تستحب عند الأكل لما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لربيبه عمر بن أبي سلمة: “يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك”. وهذا توجيه نبوي عظيم وأدب من آداب النبوة أسأل الله عز وجل أن يوفقنا لاتباعه والعمل به.
=: تستحب عند الجماع لما جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً”.
وأسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا جميعاً للعمل بذلك والمحافظة عليه، وتعليمه لأمة الإسلام؛ وأن يجعل فيه الخير والبركة وحفظ النفس والذرية من الشيطان الرجيم
=: إنما شرعت البسملة لذكر الله العلي العظيم قياماً أو قعوداً أو قرآناً أو صلاة أو وضوءاً أو أكلاً أو شرباً، فذكر الله سبحانه وتعالى في الشروع بها تبركاً وتيمناً واستعانة على إتمام العمل، وطلب القبول والإخلاص لله تعالى في الأقوال والأعمال فيه الخير والبركة، وينبغي للمسلمين عموماً قول ذلك وفعله، والحرص عليه، والبسملة لا تزيد المسلم إلا كل خير وبر وبركة وحفظ ورعاية وعناية من الله سبحانه وتعالى، فنسأل الله العلي العظيم أن يرزقنا الاستقامة على دينه، ويهدينا صراطه المستقيم، ويجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، اللهم آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.